Tuesday, May 19, 2015

أشعل الحماسة في عقلك

القراءة اتساع أفق فأنت تقرأ عقل غيرك فتلامس مشاعره , وتسبح مع كلماتهِ حيث يريد ,  لتطلق العنان لمخيلتك ..
عندما تقرأ لفيودور دوستويفسكي أو نجيب محفوظ فأنت تعيش المكان والزمان والشخوص , قدرتك على التأمل والإندماج تجعلك تمشي في حواري القاهرة القديمة وتدخن سيجارة في شارع أرتيوموفسكي , صدقني وحدها القراءة تصنعُ ذلك !
عندما ابتعدت عن قراءة الأدب والشعر واهتميتُ بكتب التنمية البشرية لحد الاستغراق فيها كنتُ أشعرُ أني أفقدُ هويتي التي أحب , هويتي كشاعر لهوية مدرب تنمية بشرية !! هذه الهوية التي يشتريها البعض بأربعين باوند فقط !!
إن من يجعلك مدرباً حقيقياً ,  لديك القدرة على التأثير في الآخرين والأخذ بيدهم وأن تلامس مشاعرهم بصدق وأن تجول في عقولهم لتخرج أفضل ممن فيهم من قدرات ومهارات وأن تكون مُلهماُ لهم هو مدى اطلاعك , مدى ثقافتك , مدى التزامك نحوهم ونحو ذاتك , ذاتك التي تتوق للمعرفة الحقيقية والبصيرة والتنوير, فكن مدرباً تواقاً شغوفاً بالمعرفة .
هويتك هي ما تدرك , هي كلماتك التي تتفاعل بها مع الآخرين , هي مدى قدرتك على التعبير , هي سلوكك النابع من مدى اطلاعك وقراءتك , كثيرون مما يحاولون القفز عن المعرفة ليولدوا أفكاراً باهته يخدعون بها البسطاء ليأسسوا منظومة من الهراء المنظم والمبتكر يتصورون أنهم عباقرة !! لكنهم يسقطون لا محالة !!
القراءة نافذة تفتح أمامك آفاقاً أخرى , نافذة نابضة تبصر من خلالها واقعاً مختلفاً لذاتك , لكيانك , والكتابُ هو من يجعلك تتربع على عرش قلب يتوق لمعرفتك , وادعاء المعرفة يجعلك ممقوتاً رغم غطرستك منبوذاً رغم تعاليك !
أقتنِ كتاباً سافر في صفحاتهِ عش مغامرتك الأولى , تحدث مع الكاتب إن أجاد وانتقدهُ إن أخطأ , ابتسم معهُ , إن جعل من فكرتهِ محوراً رائعاً , دّون ملاحظاتك بحب , أنهي الكتاب وأنت تقول له , علمتني أمراً كنتُ أجهله , هذه الصداقة الحميمة مع كتابك تجعلك تتنفس المعرفة وتختزل الكون بأسره بنظرة واثقة يشعرُ بها الآخرون ممن حولك !!
هنالك صديق ما ,  لم تزرهُ منذ زمن يتوق أن يضع قلبهُ بين كفيك , يحنُ اليك رغم جفوتك , يتوق لهمسك , لبريق عينيك , انتزعه من مكتبتك وجدد علاقتك به , جميلٌ جداً أن تختلي بكتابك تحتسي قهوتك تعيش جنونك الحقيقي وان لا تكتفي بصورة انستقرامية بلهاء لكتابك وقهوتك لتشعر أنك محمود العقاد أو براين تريسي !!
مهما فعلت وافتعلت وتصنعت لتقنعني بغزارة فكرك , تكفيني عشر دقائق فقط أحاورك فيها لأكتشف أنك قرأت سبع صفحات يتيمة في تخصصٍ ما لتتشدق بها على البسطاء والعامة !!
هل من الممكن أن تقرأ عشر صفحات يومياً ! إذن يمكنك قراءة مجلد من 300 صفحة في شهر ! عشر صفحات من كتاب تجعلك مفكراً مبدعاً خلال سنة !! فكر جيداً ولنبدأ بالعشر صفحات اليوم ..

أشعل الحماسة في عقلك , حفز نفسك لحد النخاع , فأنت مسؤول عن نفسك 100% , وتذكر دائماً ( أنت عقلك ) أنت ما تفكر فيه , عش حياتك متأملاً تكن حكيماً مُلهماً , وألزم كتابك فهو عنوان لسانك !

 

  سيد حسين الموسوي

19/5/2015

1 comment:

يهمني سماع رأيك و تعليقك -