Monday, October 6, 2014

قوة التغيير (1)


عندما تحاول أن تقفز من كومة فزعك وتتخطى كل جراحاتك فأنت تحاول القفز لضفة أمان تنجيك لتعيش البصيرة والتنوير وهذا يعتمد على مدى شغفك في الولوج لنافذة الوعي والإدراك لديك , إن كل النماذج التي تحاول تقمصها بلا وعي هي أكثر النماذج قرباً من نظامك التمثيلي الداخلي الذي صنعته نتاج كل معتقداتك وقيمك فأنت بذلك تعيش نشوة الآخر بكل تفاصيلها لتشعر بالسعادة فقط !!

أن أكثر الناس الذين يحاولون ممارسة طقوسهم الداخلية للشعور بالرضا يشعرون في نهاية المطاف أنهم يسيرون خلاف رغباتهم فيتعثرون ويشعرون بالإحباط والألم مما يجعلهم في دوامة العجز والتقهقر المستمر , وما كان الإفصاح الذاتي والمحاكاة الشاحبة لذواتهم إلا محاولة بائسة للخروج من قمقم البؤس والتشتت ..!!

لقد تعرفت على الكثير من النماذج التي تتلذذ بجلد ذواتهم أوما يسمون بالمازوخيين  وأقصد به  الهروب إلى الداخل حيث ينزوي الإنسان و يتقوقع داخل هذا الحيز الضيق من الشعور بالعجز و الفشل , وهنا تكمن الكارثة التي من شأنها القضاء على بصيص نور ونبض قلب وتوقد فكر !!

أدعوك عزيزي القارئ .. أن تمسك بشريط حياتك متفحصاً لكل مكامن الألم فيها ومناص الفرح منها وأن توقض ذلك الأنسان الأكثر قوة والأعمق دراية وفهماً وإستقراء للواقع برمته وأن تحرر عقلك من فكرة العجز لترسانة القدرة وسعة الحيلة فأنت أقوى مما تتصور !!

لتكن لديك أهدافك الواضحة الجلية التي تسعى لتحقيقها وأن تخلع رداء الضحية الذي لازم الكثيرين وأن تطلق لصرخات التغيير بداخلك أن تتحرر لتصنع واقعاً مختلفاً ومنظوراً مختلفاً لحياتك التي أنت فقط مسؤولا عنها 100% .

عليك فقط أن تتخذ قراراً حاسماً وجريئاً في الخروج من دائرة إرتياحك التي صنعتها بيدك وبعقلك الواعي رسمت كل تفاصيلها وأبعادها لتكون الإنسان الذي تحب , الأنسان الذي تتمنى , الأنسان الذي يعشعش في رأسك يطلب منك فرصة واحدة  في النفاذ .. فك قيده لتعي إن خريطتك الذهنية لهذا العالم كانت وهماً وإن هنالك عالماً مختلفاً ينتظرك !

لتعيش حياة أكثر قدرة عليك أن تكون أكثر إيماناً ووعياً , إن التغيير يبدأ من الداخل ليؤثر في الخارج (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ) كن مؤمناً بقدراتك ومهاراتك وإتخذ خطوة أولى فإن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة  فقط !!

 

إن كنت ممن حاولوا الخروج من عباءة الأستعباد الذهني الذي يجرك للتسويف والخذلان وجربت حلاوة الإنعتاق لأفق التغيير حتى رجعت أدراجك لدائرة إرتياحك فقد حان الوقت لتقييم تلك التجربة والإنطلاق مرة أخرى وفي يديك حزمة الإرداة والتصميم والمثابرة لتنجو هذه المرة !!

 

كلمة أخيرة : ثق إن كتاب الله سبحانه وتعالى هو نور هدايتك فبه يستدل التائهون ويطمئن الحائرون ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) ..

 

المدرب سيد حسين الموسوي

6/10/2014