Sunday, May 10, 2015

عزيزي المدرب رفقاً بأحلامنا


من منا لا يفكر في تطوير مهاراته وقدراته , من منا لا يسعى للرقي بأسلوب حياته وطريقة تفكيره ليعيش حالة من السمو والاتزان , أصبح الكل يبحث عن ضالته التي ينشدها لتحقيق ذاته التي يحب , ذاته التي يرتضي , ذاته التي يتوق  , وما الإقبال على الدورات التدريبية إلا بوابة للنفاذ , بوابة للولوج لأفق أوسع يشعرنا بكياننا الذي نأمل ونطمح !
التدريب أصبح متنفس الكثيرين , الذين يمنون أنفسهم بحياة أخرى ملؤها الحماس والعزم والمثابرة للقفز بكل قوة نحو أحلامهم , لكنهم في بعض الأحيان يصطدمون بواقع أشد قسوة من أمنياتهم المتعبة والمثخنة بالجراح واقع يكرس المنفعة الذاتية من قبل آخرين , يجيدون فن اللعب على استثارة رغباتك لتعيش أمنيتك التي تبقى أسيرة ما يقولون , أنها باختصار ( لعبة التسويق ) !!
يُعرف التسويق بأنه (مجموعة من العمليات أو الأنشطة التي تعمل على اكتشاف رغبات العملاء وتطوير مجموعة من المنتجات أو الخدمات التي تشبع رغباتهم وتحقق ربحاً للجهة المسوقة) فنٌ من فنون البيع قائم على العرض بدارسة رغبات مستهدفين بعينهم.
لذلك يلعب التسويق على أثارتك , لحاجات ما تريد أشباعها بقوة , لكنك وإن صُدمت بواقع تدريبٍ ضعيف في أول يوم تدريبي وتسّمرت  في مكانك ! تتأمل فرصتك التي تمنيت وحُلمك الذي تبدد ورغبتك التي خفِتت! فإن تصّفح وجوه من معك يجعلك أكثر غربة وأكثر حنقاً مما كنت عليه!
عزيزي المدرب ,, أن ما تملكه من مهارة يجب أن يكون وحجم ما تسوق اليه ( لا تسوق لقطعة من الذهب ,  لتتحفني بقطعة نحاس ) !!
المتدربون اليوم هم نخبة واعية مُدركة فطِنة , فكن بحجم أمنياتهم التي يتمنون , يروقُ لي ذلك المدرب الذي يخلق من المعرفة فلسفة تحرك ساكناً بقلوب متدربيه فيأخذها لبوابة من التأمل لكل فصل من فصول حياتهم , فيجعلهم أكثر قدرة , وتحكماً وأكثر صلابة , الكفاية التدريبية ليست معلومة يتيمة يتلقفها المتدرب ليسجلها في دفتر ملاحظاته ! بل هي الكلمة التي تعلق في رأسه لتغير حياته برمتها ..
عزيزي المدرب ..أنت سمفونية تعزف لحن التغيير , كلماتك النابعة من تجربتك هي النافذة الأكثر صدقاً فأجعل لنفسك نوتة خاصة بك وأعزف بكل آلة تحبها ما تشاء ,,
الواقع التدريبي يعيش متخبطاً بين مصداقية الحصيلة التدريبية وغزارتها ومهارة المدرب وتمرسه، سد الفجوة التدريبية يحتاج لتناغم جاد بين المادة والمهارة ,  لتعطي العملية التدريبية أكلها  وليشعر المتدرب بمنتهى الرضا اتجاه ما يقدم له ,,
 
 
 

سيد حسين الموسوي

11/5/2015

 

 

 

 

No comments:

Post a Comment

يهمني سماع رأيك و تعليقك -