Thursday, August 20, 2015

عندما تعيش عقل أحدهم

 

عندما تعيش عقل أحدهم فأنه يبحرُ بك لتعيش تجربته وتنتشي نشوته وتضحكُ ضحكته وتتسمرُ في مكانك لحِيرته، فأنت تعيشُ الآخر بكلِ أبعادهِ فإذا شعر بالسئمِ استشعرت ذلك وإذا تململ تململت معه، تتنفسُ من رئتيهِ وتبصرُ من بوابة عينيهِ أزقة النجف الأشرف، دير البلح، بيروت، دلهي...

وحدهُ الكتابُ يفعل ذلك! لا أعلمُ لأي حدٍ أشعرُ بالتواصل مع الكاتب فأمتلكُ عند القراءة قلبان ينبضان، وعقلانِ يفكران! لا تسلني من أنا فكل يوم أعيش عقل أحدهم لحدِ الجنون !!

أنت تخترق عقل أحدهم دون استئذان، تفتحُ لعقلك باباً لا يوصد، لتعبر الى ضفته لتختزل تجربته.

أن كنت لا تقرأ فانت حبيس صوتك وصورك وأحاسيسك , تتواصل مع خريطتك الذهنية فلا تضيف إليها إلا هواجسك ورغباتك !! تلازمُ قيمك ومعتقداتك فتقيدُ نفسك !!

أنت تشغلُ ذات الفيلم في عقلك، تحاولُ أن تصنع الدهشة والتأمل والرغبة لتصطدم بنفس المشاهد والمونتاج لأنك تستخدم ذات (المادة) لصنعُ سيناريو آخر !!

البصيرة والاستنارة نافذتان عظيمتان لتعيش أكثر وعياً وأكثر نُضجاً وأكثر حِلماً وأكثر قُدرة وأوسع حيله، أنت لا تستطيع فعل ذلك، إلا عندما تعيش عقل أحدهم !!

 

سيد حسين الموسوي 20/8/2015

 

 

 

Friday, August 14, 2015

شكراً ( صادق) !!





كان (صادق) شخصية واعية يكتنزُ في عقلهِ تجارب الحياة , مولعٌ بالقراءة لحدِ السكر , يعيشُ حالة من التجلي الداخلي فيصنع حواراتهُ الداخلية ليملئ عقله بالمعرفة الخصبة , كان شاعراً مرهفاً يحيكُ من الحروف معناً يجعلك تتسمرُ في مكانك لبلاغتهِ وجزالته , وأنت تحاور ( صادق ) فأنت تحاور محمود العقاد في دقته فتهابُه , تداعبهُ فترتسمُ على شفتيهِ ابتسامة ميخائيل شولوخوف , كان صوتهُ سمفونية باخ تأخذك لبعيدٍ تجهله ولقريبٍ تحبُه .

 

أشعل سيجارته وهو يهزُ رأسهُ مبتسماً وكأنه يخبأ خلف ابتسامته طوفانٌ من الكلمات التي اختزلها ونفثها دخاناً ملئ المكان، كنتُ أشرب الشاي وأنا أحملقُ في وجهه وأستأنسُ بكل الألوان التي يتفوهُ بها ليرسم لوحة رائعة في عقلي.

كنتُ أتمنى لو كان (صادق) مُدرباً، فهو يمتلك القدرة على التأثير فمن أخترق عقلي لهذا الحد هو قادرٌ على اختراق عقول الكثيرين , عندما يجتمعُ العلم والأدب والحِلم والدين في أحدهم تراهُ يعيش كاريزما حقيقية غير مفتعله ولا مصطنعة !!

(لما لا تفكر ان تكون مدرباً) !! لما أرى (صادق) يضحكُ بهذا الشكل وكأني أبو دلامة يقف في حضرة المنصور فأستأنس بطرفتهِ وخفيفِ ظِله !!

(لماذا تضحك يا صادق) !! كنت أرددها وأنا أضحكُ معه.

اعتدل في جلستهِ، كسر حاجبيهِ وقال: رأيتُ المدربون يتسابقون ويتنافسون لبيع علوم ما هم بكاتبيها ولا منشئيها فمنهم من اجتهد ليضيف ومنهم من بقي على ما تعلم، وأهدر وقت غيره لعلة فيه , فنقل العلوم يحتاج لفطنة وحِنكة ومنهم من ظن نفسهُ ابن منظور أو سيبويه فجعل من اللغة مطية لم يجيد ركوبها فهوى !!

تأملتُ كلام (صادق) وقلت له: وما الضيرُ في نقل العلوم أذا كان المدربُ متقنٌ فطنٌ ورعٌ، أمينٌ فيما يقدم، مخلصٌ فيما ينتقي لينفع الناس!

فقال لي مبتسماً: وان لا يتباهى وان لا تأخذهُ الدنيا بغرورها وان يراعي الله في كل كلمة يقولها لرواده ومجالسيه فكلامه عندهم الحق فتستقر في قلوبهم عن غير ذي علم!

لا أعلمُ أي أحساسٍ بات يخالجني بعد كلام (صادق) فالحاضرون أصحاب فهم ووعي ودراية ولهم حاكمية التأثر من عدمه!! وبعضهم كما قال فعلاً ..الأمانة الأمانة الصدق الصدق !!

رفعتُ رأسي وانا احدقُ في وجه ( صادق) ملياً وهو يعبثُ في بعض أوراقهِ وكأني أنتظر أن يُسهب في قوله , لم يعر نظراتي اهتماماً لكنه كان يتمتم بصوت خافت ( رسالتي وصلت )!!

 

عزيزي المدرب: التدريب أمانة فإن جعلت شهادتك منفذ لقلوب الناس فكن بقدر ما عزِمت، وكن سباقاً للمعرفة ومن روادها فأنت ما تقرأ، عقلك مسؤوليتك وقولك محسوبٌ عليك فان رأى الناس منك ما ينفعهم احبوك، وان أوهمتهم بذلك فجربوك، نفروا منك واجتنبوك !!

 

ان تنفذ لعقول الناس وقلوبهم لتزرع فيها البصيرة والاستنارة مسؤولية كبرى , تحية لكل المدربين الذين يجتهدون بحق ويكابدون في وضع حقائبهم التدريبية باجتهاد بالغ ويحترمون عقول الناس , تحية اكبار واجلال لكل مدرب يسهرُ ليغذي عقله وينمي مداركه , تحية لكل هؤلاء الذين وضعوا الله نصب اعينهم ليتركوا بصمة في عقول الناس لا تنسى , تحية ( لصادق) ......

 

سيد حسين الموسوي 14/8/2015
 

دورة الدبلوم والممارس المعتمد ( NLP) اغسطس 2015

























Tuesday, May 19, 2015

أشعل الحماسة في عقلك

القراءة اتساع أفق فأنت تقرأ عقل غيرك فتلامس مشاعره , وتسبح مع كلماتهِ حيث يريد ,  لتطلق العنان لمخيلتك ..
عندما تقرأ لفيودور دوستويفسكي أو نجيب محفوظ فأنت تعيش المكان والزمان والشخوص , قدرتك على التأمل والإندماج تجعلك تمشي في حواري القاهرة القديمة وتدخن سيجارة في شارع أرتيوموفسكي , صدقني وحدها القراءة تصنعُ ذلك !
عندما ابتعدت عن قراءة الأدب والشعر واهتميتُ بكتب التنمية البشرية لحد الاستغراق فيها كنتُ أشعرُ أني أفقدُ هويتي التي أحب , هويتي كشاعر لهوية مدرب تنمية بشرية !! هذه الهوية التي يشتريها البعض بأربعين باوند فقط !!
إن من يجعلك مدرباً حقيقياً ,  لديك القدرة على التأثير في الآخرين والأخذ بيدهم وأن تلامس مشاعرهم بصدق وأن تجول في عقولهم لتخرج أفضل ممن فيهم من قدرات ومهارات وأن تكون مُلهماُ لهم هو مدى اطلاعك , مدى ثقافتك , مدى التزامك نحوهم ونحو ذاتك , ذاتك التي تتوق للمعرفة الحقيقية والبصيرة والتنوير, فكن مدرباً تواقاً شغوفاً بالمعرفة .
هويتك هي ما تدرك , هي كلماتك التي تتفاعل بها مع الآخرين , هي مدى قدرتك على التعبير , هي سلوكك النابع من مدى اطلاعك وقراءتك , كثيرون مما يحاولون القفز عن المعرفة ليولدوا أفكاراً باهته يخدعون بها البسطاء ليأسسوا منظومة من الهراء المنظم والمبتكر يتصورون أنهم عباقرة !! لكنهم يسقطون لا محالة !!
القراءة نافذة تفتح أمامك آفاقاً أخرى , نافذة نابضة تبصر من خلالها واقعاً مختلفاً لذاتك , لكيانك , والكتابُ هو من يجعلك تتربع على عرش قلب يتوق لمعرفتك , وادعاء المعرفة يجعلك ممقوتاً رغم غطرستك منبوذاً رغم تعاليك !
أقتنِ كتاباً سافر في صفحاتهِ عش مغامرتك الأولى , تحدث مع الكاتب إن أجاد وانتقدهُ إن أخطأ , ابتسم معهُ , إن جعل من فكرتهِ محوراً رائعاً , دّون ملاحظاتك بحب , أنهي الكتاب وأنت تقول له , علمتني أمراً كنتُ أجهله , هذه الصداقة الحميمة مع كتابك تجعلك تتنفس المعرفة وتختزل الكون بأسره بنظرة واثقة يشعرُ بها الآخرون ممن حولك !!
هنالك صديق ما ,  لم تزرهُ منذ زمن يتوق أن يضع قلبهُ بين كفيك , يحنُ اليك رغم جفوتك , يتوق لهمسك , لبريق عينيك , انتزعه من مكتبتك وجدد علاقتك به , جميلٌ جداً أن تختلي بكتابك تحتسي قهوتك تعيش جنونك الحقيقي وان لا تكتفي بصورة انستقرامية بلهاء لكتابك وقهوتك لتشعر أنك محمود العقاد أو براين تريسي !!
مهما فعلت وافتعلت وتصنعت لتقنعني بغزارة فكرك , تكفيني عشر دقائق فقط أحاورك فيها لأكتشف أنك قرأت سبع صفحات يتيمة في تخصصٍ ما لتتشدق بها على البسطاء والعامة !!
هل من الممكن أن تقرأ عشر صفحات يومياً ! إذن يمكنك قراءة مجلد من 300 صفحة في شهر ! عشر صفحات من كتاب تجعلك مفكراً مبدعاً خلال سنة !! فكر جيداً ولنبدأ بالعشر صفحات اليوم ..

أشعل الحماسة في عقلك , حفز نفسك لحد النخاع , فأنت مسؤول عن نفسك 100% , وتذكر دائماً ( أنت عقلك ) أنت ما تفكر فيه , عش حياتك متأملاً تكن حكيماً مُلهماً , وألزم كتابك فهو عنوان لسانك !

 

  سيد حسين الموسوي

19/5/2015

Thursday, May 14, 2015

أغمض عينيك !


حياتك رواية أنت من تكتب فصولها بدقة , أنت البطلُ فيها وأنت المهمشُ فيها ,أنت الذليل وأنت العزيز , أنت من تجعلها رواية مُملة وأنت ما تجعلها أكثر تشويقاً ,أنت من ترسمُ مواقف الدراما وأنت من تفجر الكوميديا ,  أنت من تصنع الرعب وتخلق الطمأنينة ,هذه روايتك التي ربما يحبها الناس أو يمقتوها !!

عزيزي القارئ ,, روايتك تحتاج لوقفة جادة لقراءة فصولها التي مضت فكل جرحٍ غائرٍ أتعبك ما زال يحفر أناتهُ في رأسك , يشاغبك يقتحمُ أفكارك , يغتالُ أمانيك دون وعي منك ,أغمض عينيك وتجول في رأسك وأنتزعهُ بقوة قبل أن يصنع من فصول حياتك فصول موجعة , أشحذ همتك فهذه فرصتك للخلاص !

أغمض عينيك ثانية ..أسترجع صوت ضحكة تحبها دقق جيداً  اني أعلم أن كثير من الصور المفرحة تزاحمك الآن , كن ممتناً واحمد الله على نعمه واحسانه !

نحنُ ما نفكرُ فيه , نحنُ من نقفُ خلف طابور الواهنين والمتعبين ونحن من نقفُ خلف طابور المتحمسين المتحفزين , نحن من نستجلب الدمعة لنبكي ونحنُ من نبحثُ عن السعادة لنضحك , نحنُ من نصنعُ كل ذلك !

قف مع نفسك لتقرر , صدقني هو قرارٌ واحدٌ فقط يجعلك تعيش حياة أخرى , هو قرارٌ واحدٌ فقط يجعلك تعيش حياة تشعرك بذاتك , تشعرك بكينونتك التي تُحب ,, كثير من الناس لاقيتهم يلعبون أدور أقل من أدوارهم حتى استفاقوا وشعروا بالدهشة لما كانوا عليه , هو شعور الإنعتاق من الماضي لحياة أكثر خصوبة , أكثر عطاء أكثر فرحاً , لتقم بذلك اليوم ..أغمض عينيك الآن ..

 

أخوكم في الله

سيد حسين الموسوي

 

 

Tuesday, May 12, 2015

عزيزي الزوج , عزيزتي الزوجة

 الحنو لغة الرقة , لغة الحُب التي تتسللُ لقلب من تُحِب , اللغة الحانية التي تستقر في جوانح محبوبك ليشعر بالطمأنينة , بالسكينة التي تجتاحهُ ليعيش عمق كل كلمة تنطقها , يشعر بدفئها , يأنسُ بها , تأخذهُ لعالمٍ آخر يتوق اليه , غياب الكلمة الحانية في الحياة الزوجية تجعل من كيانكما كياناً مُتعب ,متململ , مرهق , يتصفح وجوه الآخرين ليبحث عن ابتسامة يتمناها وعن كلمة حانية يشتاقها !!
تبحثُ الزوجة عن رفيقٍ يأخذُ بيدها , يحاورها , يمازحها , يشعرها بكيانها التي يسكنها ,, ويبحثُ  الزوج عن ملكتهِ التي يقدّس , الأنوثة التي تقتحمُ قلبه وتأسر عينيه , وحدها الكلمة الحانية المليئة بالرقة تصنعُ ذلك !!
عزيزتي الزوجة ,, اني اعلم ان المرء اذا ضاق قلبهُ اتسع لسانه كما يقال في الأدب العربي , تخيري عند من تبوحين بسر بيتك , بمعاناتك اذا كنتِ تعانين بجراحك التي تنزف وجعاً وألماً وحنقاً , لا تغريك المسميات فتنسابين كرقة الماء في مجراً لا يحافظ عليكِ ليصنع منك قنبلة موقوتة ليخفف عنكِ ألمك !! أنت قوية جداً لكِ مهابتكِ لكِ كيانكِ لكِ صونكِ لكِ قدركِ فرفقاً بحالكِ فلكلِ جرحٍ طبيب مختص يعي أين يضع ضمادته , للبوحِ فلسفة يعيها المتجلدون الواعون فرفقاً بقلبكِ وعقلكِ , ف للبيوت أسرارها وأن ظهر منها لغاية ظهر لثقة القوم ممن شهد له بالفطنة والدراية , الحكمة والاتزان حتى لا تسكبي ماء وجهك عنوة فتخسرين ذاتك ومجدك !
عزيزي الزوج ,, أحتويها بصدق أجعلها قرة عينك ,  تجعلك ملِكها  الذي تسبح بسمهِ عشقاً , صدقني .. كلمة واحدة صادقة تستشعرها تخمد غضبها اذا غضبت , كلمة واحدة صادقة تجعل من سأمها حلاوة روح ووجدانٌ يملئ حياتك بهجة وسرورا , عنفوانٌ رجولتك يهتكها الزجر والكلمة الغير مسؤولة , الكلمة الحانية تصنعُ المعجزات , فقلبُ أمرأة  لا يحتاج منك الا احتواء صادق يأخذ بمشاعرها حيثُ تبتغي , فكن حانياً عطوفاً رغم قساوة العيش وضنكه وبؤسه .
عزيزتي الزوجة ,, تحقيق ذاتك وطموحك وأمنياتك يتحقق من بيتك , من السعادة التي تغمره , زوجك وان كان يختلف عنكِ في طريقة تفكيره فهو زوجك الذي يحبك , علميهِ, خذي بيده لا تعيشي وحيدة بتطلعاتك لأنه لا يستوعبُ ذاتكِ التواقة والمُلهمة , عيشي معهُ حُلمكِ الذي ترغبين , أشعريهِ بأهميته , بثقله , بضرورة وجودهِ تملكيه .
عزيزي الزوج ,, كن الفطن الذي الذي يصنع من اخطائه تجربة فريدة يتعلمُ منها اذا اردت امرأة كفاطمة فكن رجلاً كعلي ..

 

اخوكم سيد حسين الموسوي

13/5/2015